مرحبا جيراني واصدقائي الاحباء .. ارجوا اني ماكنش غبت كتير .. اليوم اقدم لكم شخصية من المع نجوم الكوميديا الهادفه الذكية والذي اسميه انا المضحك الذكي .. تشارلي تشابلن لم يكن مجرد مهرج كما يظنه البعض بل كان عبقريا ونقلت لكم هذا المقال لمن يرغب في معرفة حقيقة الممثل والمخرج والملحن والمنتج تشارلي تشابلن...
جلس شارلي شابلن متكئا على عصاه الشهيرة التي حمت بقية حياته من الجوع والعوز الذي غلف طفولته ومجتمعه .
وبصمت ومن دون أي كلمات غدا شابلن الشاهد والموثق الأهم للبؤس البشري الذي عاناه أنسان بداية القرن , ماتوجه فوق عرش الكوميديا السوداء
ولد شارلي شابلن , الذي أطلقت عليه الصحف البريطانية " رجل أوروبا البائس " , في ضاحية "والوورث " وهي الأكثر فقرا وبؤسا في لندن في 16 أبريل 1889م, وكان شابلن يعلق على عيد ميلاده بعبارته الساخرة " ولدت قبل هتلر بأربعة أيام "
لم تكن نشأة شارلي شابلن الأولى بالسهلة , كونه ولد في أسرة فقيرة وسط شوارع صعبة المراس . كان والده مغنيا في جوقة موسيقية , بينما كانت أمه ممثلة في أحد مسارح لندن المتواضعة
ورغم ظروفه السيئة ولد شارلي عاشقا للمسرح من خلال والدته , وفي الخامسة من عمره وجد شابلن نفسه وجه لوجه أمام الجمهور , أذ كانت أمه تأخذه في أيام أجازتها لمشاهدة المسرحيات الشعبية
ومع تزايد وطأة الفقر هرب الأب تاركا في مهب الريح زوجة وأبناء بينهم شارلي الذي لم يكمل سنته الأولى بعد , فتخلت الأم عن مهنتها لتعمل منظفة في البيوت البرجوازية براتب أعلى قليلا من راتب المسرح
كانت الأم تعود الى المنزل في وقت متأخر مساء حاملة في حقيبتها ماتبقى من طعام الأسرة التي عملت لديها في ذلك اليوم , لكنها لم تحتمل هذه الحياة وسرعان ماوقعت طريحة الفراش
أضطر شارلي الصغير الى العمل مع أخيه الأكبر في مسح الأحذية , غكانا يخرجان معا في الصباح الباكر في ساحات لندن التي كانت تعج بالسكان الفقراء
لم تعد والدة شابلن قادرة على رعايته هو وأخوه , فقررت السلطات , وفقا لقانون أجتماعي صارم كان سائد آنذاك ,أخذ الأم الى مصحة للعلاج , بينما يذهب ولداها الى الملجأ فكانت هذه الخطوة أول وأكبر صدمة بالنسبة لشارلي شابلن الذي وجد نفسه مضطرا الى الأنفصال عن والدته التي كان يحبها كثيرا وأن يعيش بعيدا عنها .
يقول عن هذه المرحلة في مذكراته التي حملت عنوان (هذه حياتي ) :"تلك طفولة الوقوف أمام مصيرك غير قادر على شيء .فقد كان علي أن أكبر وأن أتحمل المسؤولية , وأن أفرغ الى لقب يتيم قبل الأوان "
وكون والدي شابلن تخرجا أصلا من مسرح المدينة ,أنضم الصغير لاحقا الى المسرح نفسه الذي بدأ فيه ككومبارس , ولم يكن ليتميز بشيء أكثر من شكله البائس , وحذائه الممزق الذي ساير مراحله الأولى الأكثر فقرا وهموما
ويؤكد شابلن في مذكراته أن "أضحاك الناس لا يمكن أن يكون على حساب الحقيقة , لهذا كانت مهمتي أظهار تلك الحقيقة ومن ثم الضحك قبالتها وليس عليها "
في تلك الحقبة من بداية القرن العشرين كان العالم يبدو مكانا ضيقا . وفي العاشرة من عمره كان على الصغير شارلي أن يترك أحلام الطفولة ويتوقف عن اللعب في الشارع وأن ينتظر موعد الطعام كي يأكلأو موعد النوم كي ينام جاهلا أنه سيمسي في بضع سنوات أشهر ممثل في العالم , أذ تجاوزت أفلامه الهزلية المائة فيلم بين الصامت والناطق , وصار شابلن بطلا للفقراء . وأختلطت دموع الفقر وأصطبغت بالمخيلة الخصبة في مرحلة وثقت وضع أوروبا في بداية القرن القرن العشرين في خضم حروبها وأحتلالها للشعوب
ومن الجمل الشهيرة التي توقف عندها قراء مذكرات شابلن :
"لست نادما ,لأنني مارست حياتي بحب وحاربت اليأس بالعطاء ,لأن الله منحنا هبة الحياة وأمرنا أن نعمل ونتيح للآخرين سبيلا ليعملوا , هذه رسالة أي مبدع وأنسان يرفض أن تكون القوة سببا في الأذى وفي أحتلال الشعوب الفقيرة والضعيفة "
وكان شابلن يبتعد قدر الأمكان عن الكوميديا التقليدية في الوقت الذي كانت تعتمد فيه على العلاقات الميكانيكية وحركة الجسم وعلاقتها بالآلة . وكان يميل أكثر الى النقد الأجتماعي مثل معالجة مشكلة الأدمان والصراع الأجتماعي بين الغني والفقير ومشاكل المجتمع الصناعي والسياسة . ولذلك أحبت الطبقات العامة واليسارية أفلام شابلن الذي كان يمثل روح الثورة وعدم الخضوع . كما كرهته الطبقات البرجوازية التي كان شابلن يسخر منها بشدة في أفلامه
ومن أعمال شارلي شابلن :
الديكتاتور العظيم عام 1940 ,حيث وجد شابلن في شخصية الزعيم النازي أدولف هتلر أنه يستطيع أن يقول كل مايريد وبالشكل الذي يريد من دون أن يهتم الجمهور بما يقال , نظرا للأسلوب الحماسي غير المنطقي الذي تميز به هتلر , ورغم أن بعضهم أعتبر الفيلم مغامرة فنية ومالية , فقد كان أندلاع الحرب العالمية الثانية سببا في نجاح الفيلم , لكن ذلك سبب لشابلن الكثير من المشاكل التي لم يتوقعها وكانت سببا في أبعاده عن أميركا وأنتقاله الى سويسرا حيث توفي العام 1977.حيث عقب هذا الفيلم باشرت لجنة الأنشطة المناهضة لأميركا برئاسة السيناتور ماكارثي التحري عن شابلن الذي عمل في وقت سابق في حملات دعم المجهود الحربي مع الكثير من الفنانين
ودرجت الأشاعات التي تفيد بأن شابلن متعاطف مع الشيوعيين . ويذكر أن فيلم " العصور الحديثة " الذي قدمه شابلن العام 1936 , تضمن نظرة أشتراكية تدين أسلوب التصنيع الحديث وخضوع الأنسان للآلة , ما فسره بعضهم على أنه هجوم على الرأسمالية
وفي العام 1947 قدم شابلن فيلم " السيد فيرد " وهو كوميديا سوداء تدور على موظف في مصرف يطرد من عمله فيقرر أن يعيش عالة على النساء . يتزوج المسنات الغنيات ثم يقتلهن . وقدم شابلن هذا الفيلم للتعبير عن التناقض بين قتل الملايين في الحرب وأعتبار ذلك نوعا من الشجاعة , وقتل الأفراد بعضهم بعضا والنظر الى ذلك بأعتباره جريمة
عندما قررت بريطانيا الأنسحاب من الأرض المحتلة في صفقة سرية لمصلحة اليهود أعلن شارلي شابلن عن أستيائه من صفقة البيع البشرية التي قال عنها في مذكراته "أن يجد المرء نفسه أمام الحضارة البريطانية القائمة على الأحتلال , فهذا يزعزع الكثير من القيم ,لأنني بريطاني , ولأن مافعله البريطانيون في فلسطين هو العار الذي سوف تحكي عنه البشرية مدى الحياة "
وهذا الموقف الصريح الرافض للسياسة البريطانية في حينها ومواقفه الصريحة عرضه للعديد من المشاكل . كما أتهم بمعاداة السامية
وكان شابلن مهتما بالقضية الفلسطينية , وعنها يقول في مذكراته " للفلسطينين وجه أعرفه لأنني عشته ولأنني أحمله في همومي دائما , يمكنك أن تتحدث مع فلسطيني عن الحياة فتعرف أنها مرتبطة به ,لايمكن أن نقبل بالأحتلال لأننا نعي قيمة أن يدافع الأنسان عن حريته "
توفي شابلن في العام 1977 عن 88 عاما قدم خلالها أكثر من 100 فيلم دلت على نبوغ عبقري الكوميديا الذي أدهش الملايين في سائر بقاع العالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق